responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير السمرقندي = بحر العلوم المؤلف : السمرقندي، أبو الليث    الجزء : 1  صفحة : 473
ثم قال: وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ يعني: لا يخفى عليه شيء ولا يفوته. قال الزجاج: في هذه الآية دليل أن الخلق لا يدركون الأبصار أي لا يعرفون كيف حقيقة البصر، وما الشيء الذي صار به الإنسان يبصر من عينيه دون أن يبصر من غيرهما من سائر أعضائه فاعلم أنهم لا يحيطون بعلمه فكيف به.
ثم قال: وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ بخلقه وبأعمالهم وقال أبو العالية لا تدركه الأبصار في الدنيا وتدركه أبصار المؤمنين في الآخرة. قوله تعالى:

[سورة الأنعام (6) : الآيات 104 الى 105]
قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104) وَكَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (105)
قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ يعني: بياناً من ربكم وهو القرآن الذي فيه البيان فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ يقول: من صدق بالقرآن وآمن به فثوابه لنفسه، وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها يعني: من لم يصدق بالقرآن ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم فعليها جزاء العذاب وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ يعني:
بمسلط وهذا قبل أن يؤمر بالقتال.
ثم قال: وَكَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ يعني: نبين لهم الآيات في القرآن في كل وجه.
وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ قرأ ابن كثير وأبو عمرو دَارَسْتَ يعني: ذاكرت أهل الكتاب وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ يعني: قرأت الكتب. ويقال: تعلمت من جبر ويسار- وكانا غلامين بمكة عبرانيين- فقال أهل مكة: إنما يتعلم منهما وقرأ ابن عامر دَرَسْتَ بنصب الراء والسين يعني: هذا شيء قديم قد خلفت وقرأ بعضهم دَرَسْتَ أي قرئت. وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ لِيَقُولُوا بغير واو درس بغير تاء يعني:
لكي يقولوا دَرَسَ النبيّ صلّى الله عليه وسلم. وكان نزول هذه الآيات سبباً لقولهم هذا، فأضاف قولهم إلى الآيات. ثم قال وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ يعني: أصحاب محمد- عليه السلام-.
ثم قال:

[سورة الأنعام (6) : الآيات 106 الى 108]
اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106) وَلَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكُوا وَما جَعَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107) وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (108)

اسم الکتاب : تفسير السمرقندي = بحر العلوم المؤلف : السمرقندي، أبو الليث    الجزء : 1  صفحة : 473
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست